أتبع السيئة الحسنة تمحها
وهنا يتحدث شيخ الإسلام رحمه الله عن داعي الخير وداعي الشر، فيقول: "ولهذا يؤمر المؤمنون أن يقابلوا السيئات بضدها من الحسنات، كما يقابل الطبيب المرض بضده، فيؤمر المؤمن بأن يصلح نفسه، وذلك بشيئين: بفعل الحسنات، وترك السيئات، مع وجود ما ينفي الحسنات، ويقتضي السيئات، وهذه أربعة أنواع.
ويؤمر أيضاً بإصلاح غيره بهذه الأنواع الأربعة" أي: بإتيان الحسنات وترك السيئات من غير العكس، "بحسب قدرته وإمكانه قال تعالى: ((وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))[العصر:1-3]" فكل إنسان خاسر وإن جمع ما جمع، وإن عاش ما عاش، وإن فعل ما فعل، فهو خاسر خسارة لا ربح معها، إلا من استثناهم سبحانه وتعالى بقوله: ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))[العصر:3] فلديهم الإيمان الذي يستلزم العمل الصالح وهو جزء منه، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالصبر؛ إذ لا يكتمل إيمانهم ولا يثبت، ولا تستقيم دعوتهم وأمرهم ونهيهم إلا بأن يصبروا على ما يلاقون من الأذى.
يقول: "وروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال: [[لو فكر الناس كلهم في سورة (والعصر) لكفتهم]]" فأكثر الناس يحفظها، لكن من الذي يتدبرها ويتأملها ويفقهها؟! وإلا فهي كافية.